رمضان: كيف نوازي بين الصوم والصحة
07 septembre 2005
ها هو رمضان يطلّ من جديد. وكما كلّ سنة، يحتفي مليار امرأة ورجل من خلاله بذكرى تجلّي القرآن... عبر الصوم. وهذا طقس أساس في الإسلام. ولكنّ الصوم لا يمرّ دوماً من دون مخاطر على الصحة. بخاصة إذا كان تاماً... تماماً كما خلال رمضان. من الفجر ولغاية مغيب الشمس وخلال 30 يوماً يلجأ المؤمنون إلى امتناع كليّ عن المعالجة الطبية والشرب والطعام.
الدكتور باتريك سيروغ، هو أخصائي تغذية في كلية الطب "كزافييه بيشا" في باريس. وكما يشرح لنا "خلال الصوم، نستهلك أولاً السكر الموجود في جسمنا أي السكر الموجود في الكبد، وبكميات قليلة في العضلات وبعد ذلك نستهلك الدهون سريعاً. ويتمّ استخدام الدهون كمصدر للطاقة وتذوب لحين أن نأكل من جديد".
والنتيجة: نخسر وزناً. وهي نتيجة عملية تنظيف حقيقي للجسم. ولكن لا تقلقوا، فهي غير خطيرة. ولا تحدث على حساب الأنسجة الحيّة. فقط يحرق جسمنا المواد الزائدة وبخاصة الدهون والفضلات. ولكن يمكن ملاحظة بطءٍ في عمل الدماغ خلال رمضان.
3 دقائق من دون غلوكوز تقتل الخلايا العصبية
لأنّ الدماغ عضو كغيره فهو بحاجة أيضاً إلى عناصر معيّنة للعمل منها ما تؤمّنه التغذية بشكل ضروري. إنّ البروفسور (جان ماري بور) مدير البحوث في المعهد الفرنسي الوطني للصحة والبحوث الطبية وعضو في اكاديمية الطب. في كتابه الذي نشر في مطبوعات (أوديل جاكوب
La nouvelle diététique du cerveau ) يذكر بأهمية التغذية في عمل الدماغ.
فبحسب رأيه، "
يشكل الخلل الغذائي العدو الأول للدماغ. وإنّ الغلوكوز هو المغذي الأول للدماغ وإذا بقينا لمدة 3 دقائق من دون غلوكوز تُقتل الخلايا العصبية بشكل نهائي!" هذا لبيان الخطر الذي يحدق برأسنا...
لكن اطمئنوا، فإنّ جسمنا منظم جيداً ولا يمكن حدوث نقص في الغلوكوز خلال صوم لمدة 10 ساعات كالصوم خلال رمضان. فهو يحتاج إلى فترة أكثر من ذلك. يخزّن جسمنا السكريات البطيئة للسماح للدماغ بأخذ ما يحتاج اليه.
في هذه الشروط، لا يملك جسمنا الوقت لخسارة الطاقة فعلياً. وعلى عكس الأفكار المتناقلة، فالصوم خلال رمضان ليس عبءاً كبيراً. ومن وجهة النظر الطبية، تأتي الأخطار على الصحة متدنية. الأمر الوحيد الذي يمكن ان يحدث، هو ان تشعروا بالتعب بعد بضع ساعات من الامتناع عن الطعام. أمر غير خطير إذاً.
على العكس تماماً! يمكن أن تكون فترة الصوم جيدة لجسمنا فهو يبدأ بحرق الدهون التي لا يملك الفرصة لحرقها أبداً. وهي دهون عميقة، ومخزون غير ضروري تربك جسمنا في الأوقات العادية.
اشربوا ماء بكميات كبيرة !
تلعب المياه دوراً أساسياً. ولا تنسوا، يجب الامتناع عن الصودا وعصير الفاكهة! فهي مليئة بالسكر وحدها المياه تساعد جسمنا على التخلّص من كافة أنواع الفضلات. فلا تحرموا نفسكم منها!
يجب الشرب بكميات كبيرة فيجب على جسمنا ان يمتلئ من جديد لاستعادة المياه التي فقدها خلال النهار اولاً. والشرب بكميات كبيرة يسمح بالتبوّل لإزالة الفضلات. ويجب ان تشربوا من ليترين ونصف الى 3 ليترات بدلاً من ليتر ونصف يومياً خلال الايام العادية.
من جهة الأكل، وحتى لو بدا ذلك متناقضاً، لا يجب أبداً تناول الطعام عندما نشعر بجوع كبير. لماذا؟ لأنّ الإحساس بالجوع لا ينتهي إلاّ بعد تناول الطعام.
والنتيجة، ستأكلون كثيراً مقارنة بحاجات جسمكم. بالفعل، تكمن القاعدة الكبرى بتناول الطعام بعد تخطي الإحساس بالجوع. والوسيلة الفضلى هي تناول سكريات سريعة الهضم. قطعة نشويات تفي بالغرض.
قطع الصوم: انتبهوا إلى المأكولات الغنيّة بالسعرات الحرارية
يحتاج دماغنا الى بعض المأكولات المعيّنة للعمل جيداً. السكريات بالطبع ولكن ليس ذلك فقط. فكروا بالبروتينات الحيوانية (البيض، والسمك واللحوم). "
تشارك هذه البروتينات بشكل خاص في صنع بعض وسطاء النقل بين الخلايا العصبية" كما يحدد البروفسور (جان ماري بور). "
لأننا إذا لا نأكل البروتينات بشكل كافٍ لا ينظم الجوع والإحساس بالشبع من الدماغ ويمكن الإخلال بنوعية النوم مسببين بإحباط خفيف".
هناك مأكولات أخرى ضرورية: كالدهون. فالدماغ هو أحد الأعضاء الأكثر دهنية في جسمنا، فهو يملك العديد من النسيج الدهني! وتساهم هذه الدهون بشكل مباشر في هيكلية الخلايا العصبية وحسن عملها. ويجب ان يؤمن قسماً منها التغذية لأنّ الجسم لا يصنعها.
هذه هي حالة الأوميغا 3 ويمكن إيجادها في زيوت اللفت والجوز مثلاً. وتساهم الفيتامينات والمواد الضرورية في حسن عمل الدماغ أيضاً. ومن هنا اهمية استهلاك 5 حبات من الفاكهة او الخضار يومياً.
ولكن انتبهوا عند قطع الصوم إلى المأكولات الغنيّة بالسعرات الحرارية كأطباق اللحوم، والصلصة والحلويات... فهي تؤلم المعدة الفارغة. يجب تناول الطعام بهدوء، بعقله وليس بإحساس الجائع!
وفي خلال رمضان، تشكّل المشاكل الهضمية كالانتفاخ والآلام الشُرسوفيّة مشاكل الصحة الصغيرة الأساسية التي يمكن ان تظهر.
لتجنّب هذه المشاكل، اتّبعوا الطريقة التالية: أصبروا أولاً وبعد ذلك تناولوا القليل من الطعام. إنتظروا من جديد لحين أن يتقلّص الإحساس بالجوع وعندها تناولوا الطعام بشكل طبيعي. بالنسبة إلى الجسم، يشكل الصوم دوماً تجربة ما. ولكنه لا يشكل خطراً على الصحة. وخلافاً لمعتقد قديم، لا يطيل مدّة الحياة...
مصدر: www.geocities.co / www.santemaghreb.com