الإحباط: المرض الذي يجنّن!

08 novembre 2006
انا محبط، إنه الإحباط الحقيقي، آخ! كم هذا محبط... نستعمل هذه العبارات تكراراً للإشارة إلى حالة يأس عامة، او حتى شعور بسيط بالسأم. ولكنّ الإحباط موجود حقاً. إنه مرض حقيقي وليس حالة نفسية! وهو يتمثّل بإشارات محددة. حزن عميق وفقدان للإهتمام بأي نشاط، وفقدان للحيوية وانفعال مفرط. وليس ذلك فقط. انا محبط، إنه الإحباط الحقيقي، آخ! كم هذا محبط... نستعمل هذه العبارات تكراراً للإشارة إلى حالة يأس عامة، او حتى شعور بسيط بالسأم. ولكنّ الإحباط موجود حقاً. إنه مرض حقيقي وليس حالة نفسية! وهو يتمثّل بإشارات محددة. حزن عميق وفقدان للإهتمام بأي نشاط، وفقدان للحيوية وانفعال مفرط. وليس ذلك فقط. يعاني المحبط غالباً من ما يطلق عليه الأخصائيون هبوطاً عاطفياً. بوضوح، لا يعير أهمية لأيّ أمر. وهو يشعر " بنفاذ جميع الوسائل لديه" وهذا ما يرمز جيداً إلى حالة المحبط النفسية. لا يعود يقوى على العيش... وتصاب النساء بالإحباط أكثر من الرجال وهذا امر لطالما حيّر الأخصائيين ولم يتمّ استيعابه جيداً بعد. ولإحاطة حجم الصحة العامة للمشكلة، نعلن بأنّه وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، سيصبح الإحباط قريباً " السبب الثاني للمرض المشلّ للقدرات في ما يتعلّق بالتوقف عن العمل على المستوى العالمي". وأخيراً دعونا لا نختبئ وراء ظلّنا فالإحباط يشكّل إحدى أسباب الانتحار الرئيسة في العالم. إذ يرتفع خطر الانتحار لدى المحبط بنسبة 24 إلى 36 مرة اكثر من باقي السكان! ليس هنالك أي تفسير محدد لمَ يغرق شخص ما في الإحباط بدلاً عن شخص آخر. حتى ولو كان المسبب حادث إحباط عميق. في المقابل، يمكن للعديد من العناصر البيولوجية والنفسية او الاجتماعية ان تشكل سبباً للإحباط بمستويات مختلفة. أولاً "الحوادث الحياتية". إنها عبارة غير محددة ولكنها تشمل صعوبات الحياة المختلفة كوفاة أحد الأقارب، الطلاق او حتى المشاكل المهنية المهمة. بالنسبة الى الشبان، يمكن ان يتعلّق الأمر برسوب مدرسيّ. اما البيئة الاجتماعية فتلعب دوراً مهماً: كمشاكل الاندماج والتواصل والإرهاق في العمل وبخاصة لدى الرجال، الكرب المهني والبطالة... لدى البعض الآخر، تلعب العلاقات العاطفية دوراً مهماً جداً. مثلاً انفصال غرامي، او عائلي او حتى بين الرفاق. من دون ان ننسى الدور الأساسي للطبيعة: فالإحباط هو أيضاً خلل في الترابط بين ناقلي الخلايا العصبية وهي مواد كيميائية مهمة تقع في الدماغ. وما إن يضيع التوازن حتى تستقرّ المشاكل. ويمكننا إيجاد عائلات من المحبطين فالعديد من الدراسات تثبت ذلك منذ حوالى 60 عاماً. وقد ظهرت أولى الأدوية الحديثة الفعالة بحق ضدّ الإحباط في نهاية الخمسينيات. وهي ما ندعوها المحرّكات العقاقيرية النفسية التي تعدّل الحالة النفسية عبر التأثير على توازن ناقلي الخلايا العصبيّة. من هنا تداخلها الخطير على قيادة السيارة او الآلة. ويمكن ان تسبب حالة نعاس واضطرابات في الانتباه او نشوة غير طبيعية. مضادات الإحباط، مضادات القلق، منوّمات: ما يفعل كلّ منهم؟ اليوم، يتمّ وصف العديد من أنواع الأدوية للمحبطين: مضادات الإحباط، ومضادات القلق والمنوّمات. ولكن ما يفعل كلّ منهم؟ - مضادات الإحباط تعالج المرض عبر التأثير على توازن ناقلي الخلايا العصبية في الدماغ. وهي تملك مفعولاً مباشراً على العوارض: الحزن، والشعور بالإنحطاط النفسي وصعوبات في التركيز. وهي فعالة جداً. ولكنّ هذه العلاجات ثقيلة وليست خالية من المخاطر إذا لم تتمّ الإحاطة بتناولها. لا يجب تناول مضادات الانحطاط أبداً من دون وصفة طبية. ويجب متابعة التوقف عن تناول الأدوية عن قرب. وعلى النساء الحوامل او المرضعات التنبّه جيداً. في جميع الحالات، على الطبيب فقط تقرير اللجوء إلى هذه الأدوية؛ - مضادات القلق لا تعالج الإحباط. إنها " مهدئاتٌ " تخفف من العوارض عبر تسكين المخاوف فقط ى ويمكن لأيّ استعمال خاطئ ان يؤدي إلى التبعيّة؛ - امّا المنوّمات فلا تعالج الإحباط أيضاً. فهذه " الأدوية المنوّمة" كما يشير إليها اسمها تؤثر على النوم. تجعلنا ننام ولكنها لا تحسّن نوعية النوم ولن يكون هذا الأخير نوماً معوّضاً. في حال الإصابة بالإحباط، تمزج هذه الأنواع 3 ويمكن تبرير ذلك بإنّ مضادات الإنحطاط تؤثّر دوماً على فترة متأخرة. وللمس المفاعيل المهدّئة للعلاج، يجب الانتظار فعلياً بين 10 أيام إلى 4 أسابيع... لا تستخفوا أبداً بتناول مضاد للإحباط! تصرّف انتحاري، عدائية، غضب... المخاطر المتعلّقة باستعمال مضادات الانحطاط الحديثة، كابحو إعادة التقاط السيروتونين حقيقية. الإسم بربريّ ولكنه يشير إلى مادة يصنّعها الدماغ وهي مسؤولة نسبياً عن الحالة النفسية. يأتي كابحو اعادة التقاط السيروتونين (وفي طليعتهم " البروزاك" المشهور) لتملأ النقص الدماغي في السيروتونين والتي تمثّل الإحباط. منذ نيسان 2005، لفتت الوكالة الأوروبية للدواء الانتباه حول مخاطر هذه الأدوية لدى الطفل والمراهق. في شباط 2006، نشرت وكالة الأغذية والأدوية الأميركية علناً النتائج المتعلّقة بحالات الانتحار ومحاولات الانتحار التي حصلت خلال التجارب السريرية لدواء (باروكزيتين) Paroxetine وهو كابح لاعادة التقاط السيروتونين. لدى الراشدين المعالجين بسبب اضطرابات نفسية حادة، كان ترددها أعلى من المعدّل: 0.32% مقابل 0؟05%. الأمر مماثل لدى الشبان بين سنّ 18 لغاية 24، بنسبة تصرّفات انتحارية بلغت 2.19% مع (باروكزيتين) مقابل 0.92%. أخيراً، لدى الأطفال والمراهقين، لوحظ ارتفاع في محاولات الانتحار والأفكار الانتحارية مع كافة مضادات الانحطاط. من غير المدهش في هذه الظروف بأن تذكّر الوكالة الفرنسية للأمن الصحي للمنتجات الصحية في آذار / مارس 2006 بأنّ " العلاج الأول للمشاكل الإحباطية لدى الطفل والمراهق يتمثل باللجوء إلى علاج نفسي". نوعية العلاقة بين الطبيب والمريض أساسية جداً المتابعة الطبية هي بالفعل مفتاح الاعتناء. ولكن عن أيّ متابعة طبية نتكّلم؟ متابعة طبيب عام؟ أم عالم نفسي؟ أم طبيب أمراض نفسية؟ لا تشعرون بحالة جيّدة؟ التفكير الأول هو التكلّم إلى الطبيب فهو الذي سيشخصّ الإحباط او حالة الكآبة البسيطة. وهو الذي سيوجّهكم نحو علاج نفسي. إذاً عالم نفسي ام طبيب الأمراض النفسية ؟ طبيبكم هو الذي سيوجهكم وفقاً لحالتكم الشخصية. لهذا في النهاية، يجب ان تتبعوا وصفته بدقة متناهية! لا يجب ان توقفوا العلاج أبداً من دون اللجوء إلى رأيه. فيمكنكم ان تعرّضوا حياتكم للخطر. مصدر صور: Oscar Williams-Fotolia ،Sebastien Kuntz-Fotolia
Destination Santé
Résumé de la politique de confidentialité

Ce site utilise des cookies afin que nous puissions vous offrir la meilleure expérience utilisateur possible. Les informations sur les cookies sont stockées dans votre navigateur et remplissent des fonctions telles que vous reconnaître lorsque vous revenez sur notre site Web et aider notre équipe à comprendre quelles sections du site Web vous trouvez les plus intéressantes et utiles.

Plus d'informations sur notre politique de cookies sur nos CGU.

Aller à la barre d’outils