النظافة المنزليّة: بيئة صحية لجسم صحي

07 mars 2006
التهابات مخاطية الأنف، ربو، أكزيما، آلام في الرأس، إسهال، تسمّم غذائي... بعيداً من كونه ملجأنا، يمكن ان يتحوّل منزلنا إلى عدوّ صحتنا. والسبب ملايين باعثي التجاوب والأجسام الصغيرة التي تحيط بنا يومياً. في المنزل كما في العمل. ويشكّل باعثو التجاول والطفيليّات من كافة الأنواع تلوّثاً داخلياً حقيقياً. إن ّ اللائحة مهمة جداً ولكن... غير كاملة: القًراديات، وبر الكلاب او الهررة، العفونة وبنت وردان... ولكن أيضاً الكربون الأحادي الأكسدة، وثاني أكسيد الأزوت وطبعاً البكتيريا والجراثيم وميكروبات أخرى. تلوّث الهواء الداخلي أولاً. منذ بضع سنواتٍ، يشكّل محور دراسات عديدة وقد سمحت بمعرفة معظم "المعتدين" وبالتالي مكافحتهم بشكل أفضل. إنّ باعثي التجاوب المعروفين أكثر هي القُرّاديّات فهي تلجأ إلى الفراش والمِفرش. وتختار هذه الحيوانات الصغيرة، غير المرئية بالعين المجرّدة، مكاناً لها أيضاً في الغبار. لهذا يجب إزالة السجّاد وأقمشة الحائط الأخرى التي تلتقط الغبار للمصابين بالربو والحساسيّة. في مجلّة Allergie et Environnement Intérieur (الحساسيّة والبيئة الداخلية)، يذكّرنا البروفسور (فريديريك دو بلاي) من ستراسبورغ بأنّ هذه القُرّاديّات تتغذّى بشكل أساس من بقايا الجلد والشعر والأظافر من أصل إنساني أو حيواني. وبالفعل، لا "تهاجم" القرّاديّات إلاّ إذا أزحناها من مكانها. فهي تلجأ إلى الهواء خلال التنظيف او حتى إذا مشيتم على السجّاد. خلافاً للقُرّاديّات الحذرة، فإنّ باعثي التجاوب لدى الهررة والكلاب موجودة باستمرار في الهواء. وتنتقل بثيابنا ويمكنها ان تحطّ أينما كان. إذاً فإنّ منزلاً لم تعش فيه هرّة او كلب يمكن ان يحتوي على باعثي تجاوب الكلب او الهرّة! وماذا نقول عن العفن الظاهر ام لا، والذي يحتلّ الحائط والسجاد والفراش وحتى بقايا الطعام التي تقع على الأرض. فهي سوف تغذّي بنات وردان التي تنقل بدورها باعثي التجاوب والبكتيريا. حتى 56 نوع على حيوانٍ واحد بحسب عملٍ نشرته منظمة الصحة العالمية ومن بين هذه الأنواع 56، 14 نوعاً تسبب المرض للإنسان! ولكنّ تلوّث الداخل لا ينحصر بالقُرّاديّات وباعثي التجاوب الأخرى. فإنّ الهواء في المنزل يحتوي أيضاً على العديد من المواد الكيميائية كثاني أكسيد الأزوت الذي تحرّره كأفران الغاز ومقلى المازوت او المواقد المفتوحة. ويتمّ تحرير مواد أخرى باستمرار بخاصة من المنتجات المصنّعة الموجودة في الأثاث، وتلبيس الحائط والغراء والدهان... ويتكلّم الأخصائيون عن مركبات عضويّة متطايرة والأكثر خطورة هو حَمْضُ نَمْلِيك المعروف بإسم الفورمول. وهو يندرج على "اللائحة السوداء" لمسببي السرطان التي أقامها المركز العالمي للبحوث حول السرطان. ولكنه أيضاً موجود في معظم منتجات الاستعمال اليومي: مثلاً، الغراء المستعمل في الخشب المعاكس وقوالب الخشب او حتى منتجات معالجة الأرضيّة الخشبيّة المعروفة بتحريرها لأبخرة الفورمول. وقد أظهر العديد من الدراسات انّ التعرّض الدائم للفورمول يسبب مشاكل تنفسيّة، الإكزيما وتهيّج في العينين ومختلف انواع الحساسيّة. باختصار، إنّ الفورمول مهيّج ويبعث على الحساسيّة. يظهر هواء منازلنا كخليط من كافة المواد البيولوجية والكيميائية وهي تؤثّر على بعضها البعض. ومع ذلك، فالوضع ليس من دون علاج. تسمح بعض القواعد المهمة بمكافحة انتشار باعثي التجاوب وترتكز القاعدة الأساس على التهوئة. إنّ (مارتين أوط) مستشار طبي في البيئة الخارجية وها هي نصائحها: “ عندما يتعلّق الأمر بالمرضى الذين يعانون من مشاكل بالنسبة إلى القرّاديّات فذلك يعود إلى إصابة الفراش ويجب وضع غطاء خاص كي لا يحتكّ المريض بما هو موجود داخل الفراش. يوكن ان يكون أيضاً الغسيل المتكرّر على حرارة معيّنة للوسادات والأغطية. أو تغيير تلبيس الحائط غير الملائم لأنه خزان للغبار، والسجاد الذي يجب تغييره بأرضية يمكن تمسيحها. وتبقى النصيحة العامة لكافة الملوّثين وهي تهوئة الأماكن بشكل متكرّر أكثر. “ التهوئة إذاً. إفتحوا نوافذ الغرف الرئيسة في المنزل مرتين في اليوم فإنّ واقع إدخال الهواء النقي يزيل آثار الرطوبة ويخفّض الحرارة ويحدّ من نموّ القرّاديّات. في الصباح، هوّئوا الغرف بشكل خاص. الفراش والسجاد والموكيت والستائر... فهي تجمّع الميكروبات. وإنّ التهوئة مرتين في اليوم تسمح برميها ولكن أيضاً بإزالة أبخرة المياه وغاز حمض الكربون التي ننتجها خلال الليل والغازات الملوّثة التي تصدرها الأرضية الخشبية مثلاً؛ يمكنها تهييج مجاري التنفّس. بالإضافة إلى التهوئة، حافظوا على حرارة بين 18 و20 درجة مئويةّ وتجنبوا المحيط الدافئ جداً المسبب لانتشار القرّاديّات. في منازل حيث تتعدّى الرطوبة 70% والحرارة 20 درجة مئوية، تتكاثر القرّاديّات بسرعة ويمكن لكل واحدة أن تبيض حتى 50 بيضة في الشهر! دعوا مهنياً كفوءاً يجري صيانة لجهاز التدفئة بخاصة إذا كنتم تستعملون حرّاقاً. لأنّ احتراقاً سيّئاً مع هواء غير كافٍ يمكن ان يؤدّي إلى تسمّم بالكربون الأحادي الأكسدة. وتنقص المعطيات في الدول العربية. ومن الصعب إذاً تحديد التأثير الصحي لهذا التسمّم. لدينا رقم يأتينا من المغرب: 550 حالة استشفاء سنوياً نتيجة تسمّم بالكربون الأحادي الأكسدة. وقد تمّ منح هذا التقدير من قبل مركز مكافحة التسمّم في الرباط. إنّ هذا الرقم غير حقيقي إذا اعتبرنا كافة حالات التسمّم التي لم تؤّد إلى استشفاء... على سبيل المثال، يعدّ بلدٌ مثل فرنسا سنوياً 300 حالة وفاة بالتسمّم من الكربون الأحادي الأكسدة و6.000 حالة استشفاء. في معظم الحالات، تكون الحوادث بسبب استعمال جهاز تدفئة او انتاج مياه ساخنة غير صالحة. نصيحة إذاً، راقبوا دوماً حرّاقكم مرّة في السنة فحياتكم وحياة أولادكم تعتمد على ذلك! ولتكونوا مطمئني البال، استعملوا آلة كشف الكربون الأحادي الأكسدة او عدة آلات إذ ننصح باستعمالها في كافة الغرف التي تحتوي على جهاز احتراق: حرّاق، مقلى، فرن غاز او آلة تدفئة على المازوت مثلاً. باختصار، إنّ منزلاً صحياً هو قبل كل شيء مهوّى ومدفّأ بطريقة جيّدة. ولكن أيضاً نظيفاً! نظافة تبدأ بـ... غسل اليدين عدّة مرات في اليوم بالماء والصابون: قبل الجلوس إلى المائدة طبعاً ولكن أيضاً خلال تحضير وجبة ما عندما تنتقلون من غذاءٍ إلى آخر. ومن دون ان ننسى غسل اليدين بعد الدخول إلى الحمّام. لا تستخفوا بالأمر، فالأمر جديّ فعلاً. بحسب اليونيسف فإنّ غسل اليدين بطريقة سليمة يمكن ان تجنّب حالات الاسهال المنتقلة في المنزل بنسبة 6 من اصل 7 حالات! بعد اليدين، كل ما يتعلّق بالفم. وبشكل دقيق أكثر المطبخ. إنها النقطة الحساسة في المنزل. والكلمة الذهبية هي: مساحيق التنظيف والمضادة للجراثيم. مساحيق التنظيف للتنظيف والمضادة للجراثيم للتطهير. من الضروري تنظيف وتطهير المطبخ بصورة منتظمة. انكبوا على الأرض والمجلى. تكنيس يومي وتنظيف مرة في الأسبوع للأرض وتطهير يومي لإطار العمل: بهذا تحدّون من نموّ الجراثيم التي تتغذّى من الأوساخ. أمكنة أخرى للجراثيم: البرّاد. لديكم واجبان تجاهه: معرفة حرارته باستمرار والتي لا يجب ان تتعدّى 4 درجات مئويّة ومن ثمّ تنظيفه بانتظام أي كل 15 يوماً بماء جافيل المخفّف بنسبة 10%. هكذا تنعمون بمكان مبرّد جيداً ونظيفٍ. وعندما تعودون من السوبرماركت، أزيلوا كافة الأغطية. فقبل ان تستقرّ في عربتكم بقيت الأغراض التي اشتريتموها مخزّنة في المستودعات المليئة بالغبار لمدة طويلة. نقطة أخيرة حسّاسة في المطبخ، القمامة: فهي مصدر تلويث جرثومي أساسي. يجب إفراغها وتطهيرها يومياً! ونعنب بإفراغها وجود كيس بلاستيكي. لا ترموا إذاً بقايا الطعام مباشرة في القمامة. فكّروا بالكيس! لأنّ العدوى الجرثومية تصيب عبر اللمس ولكن أيضاً عبر التهوئة كلّما انفتحت القمامة. فعبر فتحها، ينتشر الهواء وتطير الجراثيم وتنتشر في كلّ مكان. لذلك، يحدّ الكيس البلاستيكي من انتشار الجراثيم. فكروا أيضاً بنظافة الحمام وبالأسلحة نفسها: المنظفات والمطهرات عبر التهوئة بعد أخذ دشٍ. فالحرارة والرطوبة ملائمتان لتنمية البكتيريا والعفن. أخيراً، كرسي الحمام وهي مكان تتركّز فيه البكتيريا التي تنتشر بسهولة عبر نقط المياه الناتجة عن سحب المياه ويجب تطهيرها بانتظام بمساحيق التنظيف والمضادة للجراثيم. قبل الخلود إلى النوم، في المساء، ضعوا قرصاً او بضع نقاط من ماء جافيل في المغسلة أو حتى جل مطهّر. احتياط أخير ولكن مهم: تذكروا انّ مسكناً صحياً لا يعرف معنى السيجارة بخاصة إذا كان لديكم أطفالاً فالتدخين السلبي فعّال جداً. عدم التدخين يقتل ويجب ان تعرفوا ذلك. والعيش في مكانٍ مليء بالدخان يمكن ان يضاعف في أفضل الحالات الأمراض الموجودة وفي اسوئها التسبب بسرطان الرئة او بحوادث قلبية.
Destination Santé
Résumé de la politique de confidentialité

Ce site utilise des cookies afin que nous puissions vous offrir la meilleure expérience utilisateur possible. Les informations sur les cookies sont stockées dans votre navigateur et remplissent des fonctions telles que vous reconnaître lorsque vous revenez sur notre site Web et aider notre équipe à comprendre quelles sections du site Web vous trouvez les plus intéressantes et utiles.

Plus d'informations sur notre politique de cookies sur nos CGU.

Aller à la barre d’outils